هل جربتم جوزة الطيب مع الحليب؟ النتيجة مذهلة!
نشر في 10.04.2025
في هذا المقال، سنعرض لكم الحقيقة الكاملة علميًا، لنساعدكم على اتخاذ القرار المناسب حول إذا كان سكر النبات صحي فعلًا؟ أم أنه مجرّد سكر آخر بوجه مختلف؟.
في السنوات الأخيرة، بدأ الناس في البحث عن بدائل للسكر الأبيض، وبرز سكر النبات كخيار يراه البعض طبيعيًا وأكثر صحية. وكثيرون يستخدمونه كمحلٍ في المشروبات أو كعلاج شعبي لبعض الأعراض مثل السعال. ولكن هل هو حقًا صحي كما يشاع أم أن الحقيقة مغايرة لذلك؟ جربوا هذه البدائل الصحية للسكر الابيض.
سكر النبات، أو ما يعرف بالسكر البلوري أو “السكر الفضي”، هو نوع من السكر يتم تحضيره عبر تركيز محلول السكروز ثم تبريده ليكوّن بلورات كبيرة الحجم تشبه الأحجار اللامعة. حيث يستخرج في العادة من قصب السكر أو الشمندر السكري، ولا يحتوي أي إضافات صناعية، لذلك يعتقد أنه “طبيعي” وأكثر أمانًا من السكر الأبيض المكرر. ولكنه في الواقع مكرر أيضًا، وإن كان بطريقة مختلفة تنتج شكلًا بلوريًا جذابًا.
من الناحية الكيميائية، لا يختلف سكر النبات كثيرًا عن السكر الأبيض. فكلاهما يتكونان من السكروز النقي، وهو سكر ثنائي مكوّن من الغلوكوز والفركتوز. وعند دخوله إلى الجسم، يتم تكسيره بسرعة ليمنح طاقة فورية، لكنه لا يقدّم أي قيمة غذائية حقيقية. كما أنه لا يحتوي سكر النبات فيتامينات أو معادن أو ألياف، وبالتالي يصنف ضمن “السعرات الحرارية الفارغة” التي ترفع نسبة السكر في الدم من دون أي فائدة غذائية. وقد حصلنا على هذه المعلومات من موقع .webmd.
يعتقد البعض أن سكر النبات يساعد في تهدئة السعال وتخفيف آلام الحلق، ويستخدم تقليديًا لهذا الغرض، خصوصًا للأطفال. كما يقال إنه يخفف من حدة الحموضة، أو يساعد على ترطيب الجسم. لكن الحقيقة أن معظم هذه الفوائد ليست مدعومة بدراسات علمية موثوقة، بل تعتمد على التجارب الشعبية والموروثات التقليدية. وما يحدث غالبًا هو تأثير مؤقت ناتج عن مذاق السكر الحلو أو الذوبان البطيء في الفم، وهو ما قد يعطي شعورًا بالراحة فقط، من دون تأثير علاجي حقيقي.
الجواب المباشر هو: لا. سكر النبات ليس أقل ضررًا من السكر الأبيض، بل يمكن القول إن تأثيره على الجسم متماثل تقريبًا. فكلا النوعين يرفعان مستوى الغلوكوز في الدم بسرعة، ويؤثران على إفراز الإنسولين، ويساهمان في زيادة الوزن وتراكم الدهون، خصوصًا إذا تم استهلاكهما بشكل مفرط. كما أن الإفراط في تناوله قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وتسوس الأسنان، تمامًا مثل السكر الأبيض. إليكم فوائد سكر ستيفيا : المحلي الطبيعي البديل المناسب لمرضى السكري.
بعض الأهالي يستخدمون سكر النبات كمحلٍ بديل عن السكر الأبيض عند تقديم المشروبات أو الأعشاب للأطفال، ظنًا منهم أنه خيار آمن وصحي. لكن التوصيات الطبية الحديثة تنصح بعدم إعطاء الأطفال أي نوع من السكريات المضافة قبل عمر السنتين، وبتقليلها قدر الإمكان بعد ذلك. فالسكر في أي شكل من أشكاله، قد يؤثر على الشهية، ويزيد من احتمالية الإدمان على الطعم الحلو، ويؤدي إلى مشاكل صحية مستقبلية مثل السمنة وتسوس الأسنان.
في بعض الأنظمة الغذائية أو الوصفات “الصحية”، يستخدم سكر النبات باعتباره بديلًا للسكر العادي. ولكن من المهم أن نعرف أن الجسم لا يفرق بين أنواع السكروز، سواء جاء من السكر الأبيض أو سكر النبات أو حتى من العسل. ما يهم فعلًا هو كمية السكر الإجمالية المستهلكة يوميًا، وليس شكله أو مصدره فقط. لذلك، لا ينصح باستخدام سكر النبات في الحميات الغذائية أو كخيار آمن لمرضى السكري، لأنه يرفع نسبة السكر في الدم بنفس الطريقة التي يفعلها السكر العادي.
رغم كل ما سبق، لا يعني ذلك أن سكر النبات يجب تجنبه تمامًا. يمكن استخدامه باعتدال في بعض الوصفات أو المشروبات، خصوصًا إذا كان الشخص لا يعاني من مشاكل في مستوى السكر أو لا يتبع نظامًا غذائيًا صارمًا. كما أن شكله الجمالي يجعله مرغوبًا أحيانًا للتزيين أو التحلية البسيطة. لكن المهم هو ألا ننخدع بمظهره أو الاعتقاد بأنه أكثر صحة، بل يجب أن نتعامل معه مثل أي نوع آخر من السكر.
سكر النبات ليس منتجًا صحيًا كما يشاع، بل هو مجرد شكل آخر من السكر الأبيض المكرر. كما أنه لا يحتوي فوائد غذائية مميزة، ولا يختلف تأثيره على الجسم عن تأثير السكريات الأخرى. لذا، إذا كنتم تهتمون بصحتكم أو تتبعون نظامًا غذائيًا معينًا، فإن الأفضل هو تقليل استهلاك السكريات بشكل عام، وليس فقط استبدال نوعٍ بآخر. وقد يهمكم الاطلاع على فوائد عصير قصب السكر.