هل التغيير المفاجئ في النظام الغذائي مؤشر للإصابة بسرطان الثدي؟

للجسم ميكانيكية غريبة ومعقّدة وهو قادر على إطلاعنا على أمراض قد لا تظهر بشكل واضح مثل السكري، الكوليسترول، هشاشة العظام وارتفاع الضغط. لكن هل هو قادر أيضاً على إطلاعنا على أمراض قاتلة وخطيرة مثل السرطان؟

سرطان الثدي: القاتل الصامت

سرطان الثدي من أشرس وأخبث أنواع السرطان على الإطلاق إذ يتمسّك في منطقة من الصدر ومن بعدها يبدأ بالتكاثر بشكل سريع وعنيف فإما نكتشفه عبر الصورة الشعاعية التي يجب الخضوع إليها بشكل دوري أو بعد أن يخرج ويلتهب فنصبح في مرحلة الانتشار والخطر وما من عودة بعدها. نذكر أن هذا المرض يصيب النساء والرجال لذلك يجب على الجميع الخضوع للصور الشعاعية الدورية كلّ 3 أشهر على الأقلّ.

هل يمكن الكشف عن السرطان بشكل مبكر قبل أن نخضع للصورة؟

بعض العوامل الجسدية قد تكون مؤشراً للإصابة بسرطان الثدي مثل انتفاخ الغدد اللمفاوية، الإرهاق المزمن، تقلّبات المزاج غير المبرّرة والحاجة الملحّة إلى النوم حتى بعض مرور بضع ساعات من الاستيقاظ. ولكن العلامة التي يجهلها الكثيرون هي التغيير المفاجئ في النظام الغذائي.

هل تغيير النظام الغذائي إلى حاجة الملحّة لتناول السكر مؤشر على الإصابة بسرطان الثدي؟

خلايا السرطان مثلها مثل أي خلايا أخرى من الجسم تحتاج إلى السكر حتى تتكاثر، ولكنها لا تتغذّي منه بحسب الدراسات الجديدة.

ولكن هذا التفسير المبسّط للعملية المعقّدة التي يمرّ بها الجسم حيث أنه يوجد علاقة غير مباشرة بين الإفراط بتناول السكر خاصة بشكل مفاجئ، وتكاثر السرطان: الإفراط بتناول السكر يؤدي إلى أمراض مزمنة متنوعة ويساهم في زيادة الوزن أي السمنة وهي مرتبطة بالإصابة بـ13 نوع من السرطان لذلك ينصح باتباع نظام غذائي يساعد في تجنّب الإصابة بسرطان الثدي.

الجلوكوز أكلة الخلايا المفضّلة

ما من خلية في الجسم تستطيع الاستمرار بدون جلوكوز. عندما نتناول مشروبات غنية بالجلوكوز مثل المشروبات الغازية، نحصل مباشرة على الجلوكوز الذي يستخدمه جسمنا لتوليد الطاقة. عندما نتناول أطعمة مثل النشويات، يفكّك الجسم السكر الذي نستهلكهويحوّله إلى جلوكوز حتى تستخدمه خلايا الجسم.

إذا، ولأي سبب، لم نحصل على كمية كافية من الكربوهيدرات والجلوكوز، يقوم الجسم بتفكيك البروتين والدهون ويحوّلها إلى جلوكوز كنوع من الملاذ الأخير حتى يستمر عمل الخلايا.

ولأن السرطان هو مرض يمسْ الخلايا، فهنا تبدأ العلاقة بين الجلوكوز والخلايا السرطانية.

تتكاثر الخلايا السرطانية بشكل سريع جداً وبالتالي تحتاج إلى الكثير من الطاقة. هذه الطاقة تحصل عليها من الجلوكوز لذلك نجد أن لدى بعض الأشخاص الذين لا يحبّون السكر بشكل عام تزداد الرغبة بتناول السكر السريع الذي نجده في الحلويات، المشروبات الغازية والأطعمة المصنّعة الغنية بالسكر لأنها مصدر سريع للطاقة ولا يحتاج الجسم إلى وقت طويل لتفكيكها وتوليد الطاقة.

لكن في الحقيقة لا يعتمد تكاثر الخلايا السرطانية فقط على السكر بل أيضاً على الأحماض الأمينية والدهون. هنا ولدت فكرة تغذية الخلايا السرطانية بالسكر أصبح الأطباء ينصحون بالتوقف عن تناول السكر . لكن ليت الأمر بهذه البساطة إذ أنّ الخلايا الصحيحة تحتاج أيضاً إلى الجلوكوز وما من طريقة تساعد في حصول الخلايا الصحيحة على نسبتها من الطاقة دون أن نعطي الخلايا السرطانية.