هل تعلمون ما هي قصة الكستناء؟ وكيف ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بفصل الشتاء والليالي الباردة؟ في هذا المقال سنعرف بالتفصيل ما هو تأثير هذه الثمرة.
الكستناء، أو كما تعرف في بعض الثقافات بـ”أبو فروة”، هي واحدة من أبرز رموز فصل الشتاء، تزين بوجودها ليالي الشتاء الباردة وتضفي شعورًا بالدفء والحميمية. ولهذه الثمرة تاريخ طويل يمتد عبر الثقافات المختلفة، حيث كان لها دورًا غذائيًا واجتماعيًا مهمًا منذ آلاف السنين. وإليكم طريقة طهي الكستناء في الفرن بشكل صحيح.
تاريخ الكستناء في الحضارات القديمة
تعود زراعة الكستناء إلى آلاف السنين، حيث يعتقد أن أصلها كان في مناطق البحر الأبيض المتوسط وآسيا. وكانت شجرة الكستناء تزرع في جبال أوروبا وآسيا باعتبارها مصدرًا غذائيًا مهمًا للإنسان والحيوان. كما كان لها دورًا بارزًا في الاقتصاد المحلي للمجتمعات الريفية، إذ كانت تعتبر الكستناء “خبز الفقراء” في أوروبا بفضل قيمتها الغذائية العالية وسهولة تخزينها واستخدامها.
الكستناء وعلاقتها بفصل الشتاء
ارتبطت الكستناء بفصل الشتاء نظرًا لعدة أسباب، منها :
توفرها بكثرة في هذا الفصل البارد. حيث تجمع ثمار الكستناء في فصل الخريف وتخزن لفصل الشتاء، مما جعلها وجبة مثالية في الأشهر الباردة.
كانت الأسر تستغل ليالي الشتاء الباردة لتحميص الكستناء على النار، وهو تقليد لا يزال حيًا في كثير من الثقافات حتى اليوم.
تحمل الكستناء طابعًا اجتماعيًا خاصًا في فصل الشتاء.
في أوروبا، كانت الأسواق الشتوية مليئة بعربات تبيع الكستناء المحمصة التي تنشر رائحتها الشهية في الأجواء.
كما كانت التجمعات العائلية حول المدافئ تتزين برائحة الكستناء المحمصة، مما أضفى عليها طابعًا دافئًا ولذيذًا.
الكستناء في الثقافات المختلفة
لكل ثقافة طريقتها الخاصة في تحضير الكستناء واستخدامها.
في إيطاليا، تعتبر الكستناء جزءًا من الحلويات الموسمية، مثل “كاستاجناتشيو”، وهو كعك مصنوع من دقيق الكستناء.
أما في فرنسا، فيتم استخدام الكستناء لتحضير “مارون غلاسيه”، وهو نوع فاخر من الحلوى مصنوع من الكستناء المسكرة.
في اليابان، تضاف الكستناء إلى الأرز في أطباق شتوية تعرف بـ”كورى غوهان”.
في العالم العربي، تعد الكستناء رمزًا شتويًا محببًا، حيث تحمص على الفحم أو تطهى مع الحساء لتكون طبقًا دافئًا مثاليًا في ليالي الشتاء.
في سوريا والأردن، تنتشر عربات الكستناء في الشوارع خلال فصل الشتاء، حيث تقدم ساخنة وطازجة للمارّة.
الفوائد الصحية للكستناء
إلى جانب مذاقها الشهي، تعتبر الكستناء مصدرًا غذائيًا غنيًا بالعناصر المفيدة:
فهي تحتوي نسبة عالية من الكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطاقة، وهو أمر مثالي في فصل الشتاء لتعويض الحرارة المفقودة.
كما أنها تحتوي الألياف الغذائية التي تعزز صحة الجهاز الهضمي.
تعد الكستناء أيضًا مصدرًا غنيًا بالفيتامينات، مثل فيتامين B وفيتامين C
غنية بالمعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم. كما أنها خالية من الغلوتين، مما يجعلها خيارًا صحيًا للأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين.
لماذا يتم تحميص الكستناء؟
تحميص الكستناء هو أكثر طرق تحضيرها شيوعًا، ويعتبر فنًا بحد ذاته. حيث يتم عمل شق صغير في قشرة الكستناء لتجنب انفجارها أثناء التحميص، ثم توضع على النار أو في الفرن حتى تتحول قشرتها إلى اللون البني الداكن وتصبح سهلة التقشير. يقال إن طعم الكستناء المحمصة يتعزز برائحة النار المشتعلة، مما يجعلها تجربة شتوية فريدة.
طريقة طبخ الكستناء
إذا كنتم من عشاق تناول الكستناء، فيمكنكم تحضيرها في المنزل بسهولة وسرعة. كل ما عليكم فعله هو القيام بسلق الكستناء ومن ثم شويها في الفرن. فيما يلي نستعرض لكم طريقة سهلة وبسيطة:
طعمها حلو ومعتدل، وتستخدم في تركيا لإعداد الحلويات التقليدية مثل الكستناء المسكرة.
تعتبر تركيا من أبرز الدول المنتجة والمصدرة للكستناء في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
الكستناء والاحتفالات الشتوية
تؤدي الكستناء دورًا بارزًا في الاحتفالات الشتوية في كثير من الثقافات. وفي عيد الميلاد في أوروبا، تعتبر الكستناء جزءًا من الأطباق التقليدية، حيث تستخدم في الحشوات أو تقدم كوجبة جانبية. كما تعتبر من الوجبات المفضلة في أسواق أعياد الميلاد، حيث تباع ساخنة في أكياس ورقية. إليكم سرّ الحصول على ابو فروة مشوي سهل التقشير .