أطباق رمضانية بأقل قدر من الزيت خيارات صحية وشهية
نشر في 25.05.2023
كان لأطيب طبخة شرف لقاء الشيف السعودية علا كيال رائدة علامة “نباتي” التي تهدف من خلالها بث مفاهيم الطعام الصحي للمُجتمع.
بخطوات مدروسة اتخذت الشيف علا كيال طريقها في عالم الطهي لتكون علامة فارقة وأسم رائد في مجال المأكولات الصحية اللذيذة والمفيدة وبذات الوقت صديقة للبيئة، وتلقت خلال سنوات مسيرتها المهنية خبرة أكاديمية وعملية من أعرق وأشهر الأماكن المُختصة بتعليم فنون الطهي في العالم، فتابعوا حوارنا معها…
بدأت فعليًا بالطهي من عمر 8 سنوات، وكنت أهوى بشكل كبير إعداد الحلويات من خلال تجربة وصفات مختلفة، ووجدت الدعم الكبير من أفراد عائلتي الذين دعموا موهبتي، بدأت بعدها بعمر الـ14 عامًا أبيع “الكوكيز” و”الكيك” لصديقاتي وأقاربي، حتى أصبحت بعض المحالات والمقاهي تتعامل معي لتزويدها ببعض الحلويات التي أعدها، وكانت تلك بدايتي الفعلية في حب هذا المجال على نطاق صغير ولكنني لم أكن وقتها أتخيل أن تكون هذه “مهنتي “في المستقبل.
دراستي في أكاديمية Culinary Arts لتعليم الطهي لم تكن سهلة
بعد إتمامي للمرحلة الثانوية، ورغم اندفاعي الشديد لدراسة الطهي، إلا أن جدي وقتها أقنعني بدراسة إدارة الأعمال، لكون الطهي يعتبر كهواية أكثر من كونه مهنة بالنسبة له، وفعلاً تخرجت بمرتبة الشرف في مجال إدارة الأعمال من جامعة في سويسرا، ومن هنا بدأت مسيرتي اتجاه حلمي في الطهي، والتحقت بواحدة من أعرق أكاديميات الطهي ألا وهي Culinary Arts Academy Switzerland، وخضعت خلال الثلاث سنوات التي درست بها في الأكاديمية إلى برنامج احترافي وصارم، حيث كان يتوجب علينا قضاء أوقات طويلة في إعداد وجبات مطعم ومقهى الأكاديمية، والتطبيق العملي كل عام في أحد الفنادق أو المطاعم لمدة 6 أو 8 أشهر ، إضافة لورش العمل والمنافسات المستمرة، ومن هنا فُتح أمامي المجال لتكوين هويتي الحقيقية كطاهية مُحترفة.
تخطيت الكثير من الصعوبات لتطوير نفسي وصقل مهاراتي
كما سبق وأن نوّهت في السؤال السابق كانت الأكاديمية تحتم علينا كل عام العمل لدى مطاعم مختلفة، وكانت محطتي الأولى العمل في مطعم لمركز إعادة التأهيل في سويسرا، والذي كان يشتهر بمستوى طعامه الرفيع جدًا، وقتها تعلمت على يد أشهر وأكبر الطُهاة المحترفين في سويسرا، والذي زودني بأساسيات الخبز، وقدم لي دعمه من خلال إعطائي دفتره الخاص بوصفات الحلويات.
بعدها اخترت العمل لدى مطعم شهير في السويد حائز على ثلاث نجوم ميشلان، وتحمست لهذا الخيار لكون هذا المطعم يُعتبر من أعلى المطاعم تصنيفًا في العالم، وكانت تلك الأشهر من أصعب المراحل في حياتي، فالعمل لديهم كان مُرهق وشاق ويعتمد على تقنيات عالية لإنهاء المهام بالشكل المطلوب، ورغم كل هذه الصعوبة تمكنت في النهاية من تخطي هذه الصعوبة وتعلمت على يد أمهر الطُهاة ليس فقط في مطاعم بسويسرا و السويد بل بمطاعم كثيرة حول العالم كالمكسيك والصين وغيرها.
منذ بدايتي في عالم الطهي لم تكن مصطلحات “السكر المكرر” و”المنتجات الخالية من الغلوتين” وغيرها من المصطلحات التي تختص بالثقافة الصحية للأكل مألوفة محليًا، وبدأت فكرة “نباتي” اثناء تنفيذي لإحدى متطلبات مواد الأكاديمية في سويسرا، حيث طُلب منّا عمل منتج جاهز للبيع في الأسواق، وقتها خرجت بفكرة مُنتج آيس كريم نباتي صحي ني وصديق للبيئة وخالي من المنتجات الحيوانية والألبان، وخالي من المواد الكيميائية والسكر المكرر، والمواد الحافظة والنكهات الغير طبيعية، وخرجت بهذا المُنتج خلال 11 أسبوع قمت أثناءها بتطويره من خلال اجراء استبيانات خاصة لتحسين هذا المنتج، الذي أصبح في ما بعد مشروعي “نباتي”.
قمت بتأسيس علامة “نباتي” عام 2019 في ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك قبل أزمة جائحة كورونا بأشهر، وقتها اكتشفت أن هناك ما هو أصعب من تجربتي في العمل بالسويد، وخصوصًا لكونه مشروع جيد في بلد جديد وفي وقت صعب عالميًا.
مشاركتي في بينالي الفنون الإسلامية كشفت لي حماسة المجتمع المحلي لمنتجات “نباتي”
وعلامة “نباتي” ليست مُقتصرة على منتجات الآيس كريم الصحي وحسب فنحن نقدم عددًا من الأصناف الأخرى التي تُبنى على فكرة تقديم طعام طبيعي 100% مكون من منتجات نباتية النيّة الخالية من المواد الصناعية والألوان والمنكهات، والسكر المكرر والغلوتين، وفي ذات الوقت الاستعانة بمنتجات صديقة للبيئة بدون استعمال “البلاستك”.
ومن أكثر الأصناف طلبًا لدينا “البراوني” و”السالتن كارميل” و “الكوكيز” والآيس كريم المكون من الكاجو وجوز الهند المُحلة بسكر جوز الهند وسكر التمر، وشراب القيقب الطبيعي المُستخرج من الأشجار، كما نُقدم ضمن أصنافنا للآيس كريم صنف “الجولدن سكوب” المليء بالفوائد الصحية والمكون من الكركم والزنجبيل والقرفة، وبسكوت جوز الهند.
هدفي تقديم رسالة بيئية عن طريق الطعام
بعد 15 عامًا من الغياب عن الوطن تشكّل لدي انجذاب قوي لصنع فرق في مجتمعي من خلال رسالة بيئية مُقدمة عن طريق الطعام، وتغيير المفاهيم المحلية حول أن “الطعام الصحيّ غير لذيذ”، لذا شاركت في حدث بينالي الفنون الإسلامية بجدة، وسعدّت جدًا بردة فعل الناس حول منتجاتي وحماستهم الشديدة لكونها صحية ومفيدة ومن دون سكر.
أسعى حاليًا لفتح فرعي الأول في مدينة جدة، وتطوير قائمة نباتي ليكون مقهى يُقدم المأكولات الصحية أيضًا، وبدون شك لديّ طموح التوسع وفتح أفرع أخرى بمناطق مختلفة في المملكة، وعلى صعيد آخر أتمنى أن أتابع تعليمي في مجال التغذية والزراعة، لكوني أحلم بأن يكون لديّ مزرعة خاصة أطهو من محاصيلها.
أخيراً، اطلعو أيضًا على حوار مُلهم مع الشيف السعودية أمل فقيه.