دراسة تكشف: مضغ العلكة قد يفرز جزيئات بلاستيكية دقيقة في اللعاب!

البلاستيك موجود في كل مكان والعديد من المنتجات التي نستخدمها في حياتنا اليومية، قد تُعرّضنا لجزيئات بلاستيكية دقيقة، يبلغ قطرها ميكرومترًا واحدًا، تُسمى “الميكروبلاستيك”.

ias

ومن بين هذه المنتجات نذكر ألواح التقطيع والملابس وإسفنجات التنظيف. والآن، قد تُضاف علكة المضغ إلى القائمة. ففي دراسة تجريبية، وجد الباحثون أن كل قطعة من علكة المضغ قد تُطلق مئات إلى آلاف من الميكروبلاستيك في اللعاب، وقد تُبتلع. وننصحكم بالإطلاع على العلكة وخسارة الوزن: الحقيقة وراء الأسطورة!

دراسة حول التعرض للمواد البلاستيكية

لقد عرض الباحثون نتائجهم في الاجتماع الربيعي للجمعية الكيميائية الأمريكية (ACS)، في الفترة من 23 إلى 27 مارس؛ وتضمن حوالي 12,000 عرض تقديمي حول مجموعة من المواضيع العلمية.

يقول سانجاي موهانتي، الباحث الرئيسي في المشروع وأستاذ الهندسة في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، أن هدفهم ليس إثارة قلق أي شخص. حيث لا يعرف العلماء ما إذا كانت المواد البلاستيكية الدقيقة ضارة بنا أم لا. كما لا توجد تجارب بشرية. لكنهم يعلمون أننا نتعرض للبلاستيك في حياتنا اليومية، ولهذا قاموا بهذه الدراسة.

دراسة تكشف: مضغ العلكة قد يفرز جزيئات بلاستيكية دقيقة في اللعاب!
العلكة بألوان عديدة

تُظهر الدراسات على الحيوانات والدراسات على الخلايا البشرية أن المواد البلاستيكية الدقيقة قد تُسبب ضررًا، لذا، بينما ينتظرون إجابات أكثر دقة من المجتمع العلمي، يمكن للأشخاص اتخاذ خطوات للحد من تعرضهم للمواد البلاستيكية الدقيقة.

استهلاك البشر للجسيمات البلاستيكية الدقيقة

يُقدّر العلماء أن البشر يستهلكون عشرات الآلاف من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة (التي يتراوح عرضها بين ميكرومتر واحد و5 ملليمترات) سنويًا من خلال الأطعمة والمشروبات والأغلفة البلاستيكية والطلاءات وعمليات الإنتاج أو التصنيع. ومع ذلك، لم تُدرس علكة المضغ كمصدر محتمل للجسيمات البلاستيكية الدقيقة على نطاق واسع، رغم شعبيتها العالمية.

لذلك، أراد موهانتي، وطالبة الدراسات العليا في مختبره، ليزا لوي، تحديد كمية الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي يمكن أن يبتلعها الشخص من مضغ العلكة الطبيعية والصناعية. وفي سياق متصل، إليكم دراسة تفيد: أجسام البشر في عام 2024 تحتوي مواد بلاستيكية.

العلكة تصنع من قاعدة مطاطية

تُصنع علكة المضغ من قاعدة مطاطية، ومُحليات، ونكهات، ومكونات أخرى. كما تستخدم منتجات العلكة الطبيعية بوليمرًا نباتيًا، مثل صمغ الشيكل أو عصارة الأشجار الأخرى، لتحقيق المضغ المناسب، بينما تستخدم منتجات أخرى قواعد مطاطية صناعية من بوليمرات مشتقة من البترول.

يقول لوي، الذي بدأ المشروع كمتدرب جامعي في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس ومقدم هذا البحث، أن فرضيتهم الأولية كانت أن العلكة الصناعية ستحتوي كمية أكبر بكثير من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة لأن قاعدتها نوع من البلاستيك.

دراسة تكشف: مضغ العلكة قد يفرز جزيئات بلاستيكية دقيقة في اللعاب!
العلكة تصنع من قاعدة مطاطية

اختبار لأنواع العلكة

اختبر الباحثون خمسة أنواع من العلكة الصناعية وخمسة أنواع من العلكة الطبيعية، وجميعها متوفرة تجاريًا. يقول موهانتي إنهم أرادوا تقليل العامل البشري المتمثل في تنوع أنماط المضغ واللعاب، لذلك مضغ شخص واحد سبع قطع من كل نوع.

في المختبر، مضغ الشخص قطعة العلكة لمدة 4 دقائق، منتجًا عينات من اللعاب كل 30 ثانية، ثم غسل فمه بالماء النظيف، وجُمعت جميعها في عينة واحدة. في تجربة أخرى، جُمعت عينات من اللعاب بشكل دوري على مدار 20 دقيقة لدراسة معدل إطلاق الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من كل قطعة علكة.

بعد ذلك، قاس الباحثون عدد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة الموجودة في كل عينة لعاب. كما تم تلوين جزيئات البلاستيك باللون الأحمر وعدّها تحت المجهر، أو تحليلها باستخدام مطيافية تحويل فورييه بالأشعة تحت الحمراء، والتي وفرت أيضًا تركيبة البوليمر.

نتائج الاختبار

قام لوي بقياس متوسط ​​100 قطعة بلاستيكية دقيقة مُطلقة لكل غرام من العلكة، رغم أن بعض قطع العلكة الفردية أطلقت ما يصل إلى 600 قطعة بلاستيكية دقيقة لكل غرام.

دراسة تكشف: مضغ العلكة قد يفرز جزيئات بلاستيكية دقيقة في اللعاب!
العلكة باللون الأبيض

علاوةً على ذلك، يتراوح وزن قطعة العلكة النموذجية بين 2 و6 غرامات، مما يعني أن قطعة كبيرة منها قد تُطلق ما يصل إلى 3000 جزيء بلاستيكي.

إذا مضغ الشخص العادي ما بين 160 و180 قطعة صغيرة من العلكة سنويًا، فقد قدّر الباحثون أن ذلك قد يؤدي إلى ابتلاع حوالي 30000 قطعة بلاستيكية دقيقة. أما إذا استهلك الشخص العادي عشرات الآلاف من هذه المواد البلاستيكية الدقيقة سنويًا، فقد يزيد مضغ العلكة من الكمية المُبتلعة بشكل كبير.

العلكة الاصطناعية والطبيعية

يقول لو أنه من المثير للدهشة أن العلكة الاصطناعية والطبيعية تحتويان كميات متماثلة من المواد البلاستيكية الدقيقة عند مضغها. كما تحتويان نفس البوليمرات: البولي أوليفينات، والبولي إيثيلين تيريفثالات، والبولي أكريلاميدات، والبوليسترين.

وبناءً على ذلك، كانت البوليمرات الأكثر وفرة في كلا النوعين من العلكة هي البولي أوليفينات، وهي مجموعة من المواد البلاستيكية تشمل البولي إيثيلين والبولي بروبيلين.

انفصلت معظم المواد البلاستيكية الدقيقة عن العلكة خلال أول دقيقتين من المضغ. لكن موهانتي يقول إنها لم تُطلق بسبب إنزيمات اللعاب التي تُحللها. بل إن عملية المضغ قاسية بما يكفي لتفتيت القطع. وبعد 8 دقائق من المضغ، انطلقت 94% من جزيئات البلاستيك التي جُمعت خلال الاختبارات.

دراسة تكشف: مضغ العلكة قد يفرز جزيئات بلاستيكية دقيقة في اللعاب!
فتاة تمضغ العلكة

مضغ قطعة واحدة من العلكة

في النهاية، يقترح لوي أنه إذا أراد الأشخاص تقليل تعرضهم المحتمل للجسيمات البلاستيكية الدقيقة من العلكة، فعليهم مضغ قطعة واحدة لفترة أطول بدلًا من إدخال قطعة جديدة.

كما اقتصرت الدراسة على تحديد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي يبلغ عرضها 20 ميكرومترًا أو أكثر نظرًا للأدوات والتقنيات المستخدمة. ويرجح موهانتي أنه لم يتم رصد جزيئات بلاستيكية أصغر في اللعاب، وأن هناك حاجة إلى أبحاث إضافية لتقييم احتمال انطلاق المواد البلاستيكية النانوية من العلكة.

ويختتم موهانتي قائلًا أن البلاستيك المنبعث في اللعاب هو جزء صغير من البلاستيك الموجود في العلكة. لذا، ايجب الانتباه للبيئة وعدم رميها في الخارج أو لصقها على جدار العلكة. وإذا لم يتم التخلص من العلكة المستعملة بشكل صحيح، فإنها تشكل مصدرًا آخر للتلوث البلاستيكي للبيئة أيضًا. وقد يهمكم الإطلاع على دراسة: العثور على بلاستيك من زجاجات المياه داخل أدمغة البشر قد يسبب الخرف!


مواضيع ذات صلة

تجربتي مع زيت إكليل الجبل في تحفيز نمو الشعر وتقويته

لا بيض ولا حليب: إليكم الخبز المصنوع منزليًا بالعجين الرقيق والناعم!

هل جربتم جوزة الطيب مع الحليب؟ النتيجة مذهلة!

8 فوائد مذهلة للبطاطس... ولكن احذروا طرق الطهي!

لماذا أصبحت بذور الشيا هوس المشاهير؟ أسرار تُكشف لأول مرة!

إكتشفوا فوائد دبس التمر: مزايا وعجائب لا تعدّ ولا تحصى!

هل المشروبات الغازية تسمّن؟ إكتشفوا الطريقة للتخلّص من الإدمان عليها

ما هو زيت الكانولا؟ فوائده وطرق استخدامه الأنسب في الطهي

هل يحسّن الزنجبيل الأخضر المزاج؟ إكتشفوا مزاياه الصحيّة العديدة

هل تعلمون أن طريقة تحضير الثوم تؤثر على شدة نكهته في الوصفات؟

إشتركي بنشرتنا الإخبارية