دراسة تؤكد : جزيء معوي يبطئ حرق الدهون أثناء الصيام

نخبركم اليوم عن دراسة تؤكد أن هناك جزيء معوي يبطئ حرق الدهون أثناء الصيام، كما قد توضح السبب وراء أن الصيام له فوائد تتجاوز عدد السعرات الحرارية التي يستهلكها الشخص.

اكتشف علماء معهد سكريبس للأبحاث جزيئًا تنتجه أمعاء الديدان الأسطوانية، يرسل إشارات إلى المخ لإبطاء عملية فقدان الدهون عندما لا يتوفر الطعام. وفي سياق متصل، إليكم 5 أنواع مأكولات تساعد على حرق الدهون.

ما أهمية الديدان المستديرة للأمعاء؟

في صراع قد يبدو مألوفًا لمن يتبعون حمية غذائية في كل مكان، كلما قل تناول الديدان المستيرة للطعام، كلما كانت عملية فقدان الدهون لديها أبطأ. والآن، اكتشف العلماء من معهد سكريبس السبب وراء ذلك، وهو جزيء صغير تنتجه أمعاء الديدان أثناء الصيام يتجه إلى المخ لمنع إشارة حرق الدهون خلال هذا الوقت.

ورغم أن الجزيء الدقيق الذي حددوه في الديدان لم تتم دراسته بعد لدى البشر، فإن العمل الجديد يساعد العلماء على فهم التفاعل المعقد بين الأمعاء والدماغ بشكل أفضل. وقد يلقي الضوء أيضًا على سبب وجود فوائد للصيام، أي عدم تناول الطعام لفترات زمنية محددة، مستقلة عن عدد السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص. نُشرت الدراسة الجديدة في مجلة  published in Nature Communications في الحادي عشر من أغسطس 2024.

أثناء الصيام تنقل المعلومات إلى الدماغ

تقول أستاذة أبحاث علم الأعصاب في معهد سكريبس الدكتورة سوبريا سرينيفاسان، والمؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة أنهم قد وجدوا لأول مرة أن الصيام ينقل المعلومات إلى الدماغ بما يتجاوز مجرد سحب السعرات الحرارية. تجعلكم هذه النتائج تتساءلون عما إذا كانت هناك جزيئات مصنوعة في أمعاء حيوانات أخرى، بما في ذلك الثدييات، التي تفسر بعض النتائج الصحية المرتبطة بالصيام.

يعرف الباحثون منذ فترة طويلة أن الدماغ يتحكم في إنتاج وتحلل الدهون لدى البشر والثدييات الأخرى والكائنات النموذجية مثل الديدان الأسطوانية. في عام 2017، حددت مجموعة سرينيفاسان هرمون FLP-7، identified FLP-7, a brain hormone that triggers fat burning in the roundworm’s gut وهو هرمون دماغي يحفز حرق الدهون في أمعاء الديدان الأسطوانية. ومع ذلك، لا تمتلك الديدان الأسطوانية أعصابًا حسية في أمعائها، لذلك كافح العلماء لتحديد مسار الاتصال العكسي: بمعنى كيف ترسل الأمعاء إشارات إلى الدماغ؟

كيف ترسل الأمعاء إشارات إلى الدماغ؟

قالت سرينيفاسان في هذه الدراسة أنهم كانوا يعلمون أن تغيير الحالة الأيضية للأمعاء يمكن أن يغير خصائص الخلايا العصبية في الدماغ، ولكن كان من الغامض جدًا كيف حدث هذا بالفعل.

في العمل الجديد، قامت سرينيفاسان وزملاؤها بإزالة أكثر من 100 جزيء إشارة من أمعاء الديدان المستديرة واحدًا تلو الآخر، وقاسوا تأثيرها على إنتاج الدماغ لـ FLP-7. حيث وجدوا جزيئًا واحدًا كان له تأثير كبير على FLP-7: وهو شكل من أشكال الأنسولين يُعرف باسم INS-7. في البشر، يُعرف الأنسولين بشكل أساسي بأنه الهرمون الذي ينتجه البنكرياس الذي يتحكم في مستويات السكر في الدم. ولكن جزيء الأنسولين هذا كان يتم تصنيعه بدلًا من ذلك بواسطة خلايا الأمعاء ويؤثر أيضًا على عملية التمثيل الغذائي للدهون عبر الدماغ. وإليكم كيفية إذابة دهون البطن في 7 أيام أسرار لم تسمعوها سابقًا.

دراسة الأنسولين في الثدييات

تضيف سرينيفاسان، أنه عندما اكتشفوا لأول مرة أن هذا هو الأنسولين، اعتقدوا أنه أمر متناقض. كما تمت دراسة الأنسولين جيدًا في الثدييات، ولم تكن هناك سابقة لجزيء الأنسولين الذي يؤدي هذا الدور.

ومع ذلك، عندما استكشفت المجموعة كيف يؤثر INS-7 على الخلايا الدماغية المنتجة لـ FLP-7، وجدوا أنه لم يكن ينشط مستقبلات الأنسولين، كما تفعل جميع جزيئات الأنسولين المكتشفة سابقًا، ولكن عن طريق منع مستقبل الأنسولين. في المقابل، أدى هذا الحصار إلى إطلاق سلسلة من الأحداث الجزيئية الأخرى التي جعلت خلايا الدماغ تتوقف في النهاية عن إنتاج FLP-7.

كما توضح سرينيفاسان أن INS-7 هو في الأساس إشارة قادمة من الأمعاء تخبر الدماغ بعدم حرق المزيد من مخازن الدهون الآن لأنه لا يوجد طعام قادم.

فترات الصيام تؤثر على الجسم بعدة طرق

أظهرت الدراسات سابقًا أن فترات الصيام يمكن أن تؤثر على الجسم بعدة طرق، لكن آليات هذه التغييرات لم تكن واضحة. تشير الدراسة الجديدة إلى طريقة واحدة يمكن أن ترسل بها الأمعاء الفارغة إشارات إلى الدماغ، والتي قد تؤدي إلى مجموعة متنوعة من التأثيرات الصحية بخلاف الدهون.

كما تقول سرينيفاسان إن النتائج الجديدة تساعد في تفسير كيفية تواصل الدماغ والجهاز الهضمي في كلا الاتجاهين للتحكم في التمثيل الغذائي بناءً على توفر الطعام. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاكتشاف المسارات المحددة التي تشارك في الإشارات الجديدة من الأمعاء إلى الدماغ لدى الثدييات. وقد ظهرت مؤخرًا مركبات تحاكي هرمونات الأمعاء مثل السيماغلوتيد، والمعروفة باسم العلامات التجارية مثل أوزيمبيك، ويغوفي، وريبيلوس كطرق شائعة للسيطرة على السمنة والسكري، لذلك يمكن أن تضاف ببتيدات الأمعاء الجديدة إلى فئة الأدوية هذه.

وتخطط سرينيفاسان أيضًا لإجراء تجارب لاستكشاف كيفية تحفيز خلايا أمعاء الديدان لإنتاج INS-7 أثناء الصيام وأي أنواع خلايا الدماغ تتأثر بالجزيء.

ختامًا، تعرفوا على مشروبات سهلة التحضير للتخلص من دهون البطن.