استخدامات جوزة الطيب للطهي رائحة ذكية وطعم لا مثيل له!
نشر في 31.03.2025
يلجأ معظمنا إلى المشروبات الغازية الخالية من السكر والحلويات الخالية من السكر، بنية حسنة لإشباع رغباتنا دون عواقب السعرات الحرارية.
ولكن ماذا لو كانت بعض المُحليات الصناعية وهي المنتجات المصممة لمساعدتنا على التحكم في وزننا، قد تُرسل إشارات مُربكة إلى أدمغتنا؟ حيث تشير دراسة جديدة إلى أن بديل السكر، السكرالوز، قد يفعل ذلك بالضبط. وننصحكم بالإطلاع على أن بدائل السكر عديدة إكتشفوا الصحيّة من بينها لحياة خالية من الأمراض!
نُشرت الدراسة في مجلة Nature Metabolism، وأجراها باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا، وكشفت عن أدلة مُقلقة على أن السكرالوز، أحد أكثر المُحليات الصناعية استخدامًا قد يتداخل مع آليات تنظيم الجوع الطبيعية في الدماغ بطرق قد تزيد الشهية بدلًا من إشباعها.
يكشف البحث كيف يستجيب الدماغ للمُحليات الصناعية بشكل مختلف مقارنةً بالسكر العادي، مما قد يُؤدي إلى فجوة بين الطعم الحلو الذي نشعر به على ألسنتنا والتغذية الراجعة الأيضية التي تتوقع أدمغتنا تلقيها. حيث تُقدم هذه النتائج رؤى جديدة حول سبب استمرار صعوبة التحكم في الوزن على الرغم من الاستخدام الواسع للمُحليات الخالية من السعرات الحرارية.
أجرى فريق البحث، بقيادة الدكتورة كاثلين أ. بيج، مديرة معهد أبحاث السكري والسمنة بجامعة جنوب كاليفورنيا والرئيسة المشاركة لقسم الغدد الصماء والسكري في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا، تجربةً عشوائيةً متقاطعةً على 75 شابًا بالغًا من فئات وزن مختلفة. قد تدفعنا اكتشافاتهم إلى التفكير مليًا قبل تناول مشروب الصودا الدايت التالي.
عندما نتناول شيئًا حلوًا، يستعد دماغنا لاستقبال السعرات الحرارية والعناصر الغذائية. إنها علاقة تطورت على مر آلاف السنين، فالمذاق الحلو يُشير إلى وصول الطاقة لكن المُحليات الصناعية قد تُفسد هذه الصلة الطبيعية.
في الدراسة، تناول المشاركون مشروبات تحتوي إما السكرالوز، أو السكر العادي (السكروز)، أو الماء العادي. ثم راقب الباحثون ما يحدث في منطقة ما تحت المهاد وهي المنطقة الدماغية المسؤولة عن تنظيم الجوع وعمليات الأيض.
أظهرت النتائج أن السكرالوز حفّز تدفقًا دمويًا أكبر في منطقة ما تحت المهاد مقارنةً بالسكروز أو الماء. ووفقًا لتفسير الدماغ، يرتبط هذا النشاط المتزايد عادةً بالجوع، وليس بالرضا.
والأهم من ذلك، أفاد المشاركون بشعورهم بجوع أكبر بشكل ملحوظ بعد شرب مشروب السكرالوز مقارنةً بالمشروب المُحلى بالسكر. وقد حفّز مشروب السكر استجابات أيضية مناسبة أي رفع مستويات الغلوكوز في الدم والأنسولين وهرمون GLP-1، مما تزامن مع انخفاض نشاط منطقة ما تحت المهاد وانخفاض الشعور بالجوع. لكن السكرالوز، رغم أنه يُقدم نفس الطعم الحلو، فشل في إرسال هذه الإشارات الأيضية.
علاوةً على ذلك، يبدو أن المُحلي الصناعي قد يُسبب نوعًا من الارتباك الحسي. يتذوق لساننا الحلاوة، لكن جسمنا لا يحصل أبدًا على السعرات الحرارية التي يتوقعها. قد يُؤدي هذا التفاوت في الذوق إلى شعور الدماغ بعدم الرضا، مما قد يُؤدي إلى استمرار الجوع بدلًا من الشعور بالشبع.
كان من المثير للاهتمام بشكل خاص كيفية تأثير وزن الجسم على هذه الاستجابات. وجدت الدراسة اختلافات واضحة في ردود فعل الدماغ بين الأشخاص ذوي الوزن الصحي، والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، والسمنة.
بناءً على ذلك، أظهر الأشخاص ذوو الوزن الصحي نشاطًا أكبر في منطقة تحت المهاد بعد تناول السكرالوز مقارنةً بالسكروز. في الوقت نفسه، أظهر الأشخاص الذين يعانون من السمنة استجابات أقوى في منطقة تحت المهاد للسكرالوز مقارنةً بالماء، ولكن ليس مقارنةً بالسكروز. وفي سياق متصل، تعرفوا على بديل السكر الأولوز الخالي من السعرات الحرارية.
كما تشير هذه النتائج إلى أن حالة الوزن قد تؤثر على كيفية تفسير الدماغ واستجابته للسكرالوز، مما يعكس تفاعلات معقدة بين تكوين الجسم ومسارات إشارات الدماغ.
علاوةً على ذلك، ظهرت أيضًا اختلافات بين الجنسين، حيث أظهرت الإناث استجابات أكثر وضوحًا في منطقة تحت المهاد للسكرالوز مقارنةً بكل من السكر والماء. ويتماشى هذا مع الأبحاث السابقة التي تشير إلى أن النساء قد يكون لديهن استجابات دماغية أقوى لإشارات الطعام مقارنةً بالرجال.
بالإضافة إلى تنشيط منطقة تحت المهاد، غيّر السكرالوز أيضًا الروابط الوظيفية بين مناطق الدماغ. فمقارنةً بالسكروز، زاد السكرالوز من الاتصال بين منطقة تحت المهاد والقشرة الحزامية الأمامية، وهي منطقة مسؤولة عن التحفيز ومعالجة المكافأة.
وعند مقارنته بالماء، عزز السكرالوز الروابط بين منطقة تحت المهاد والفصيص الجداري العلوي، الذي يؤدي دورًا في التكامل الحسي. وقد يهمكم معرفة هل السكرالوز صحي لمرضى السكري؟ إليكم الحقائق عن هذا النوع من المحليات!
تشير هذه التغييرات في الاتصال إلى أن المُحلي الصناعي قد يؤثر ليس فقط على إشارات الجوع الجسدية، بل أيضًا على علاقتنا النفسية بالطعام، مما قد يؤثر على الدافع وسلوكيات البحث عن المتعة المرتبطة بتناول الطعام.
ومن النتائج المهمة الأخرى حساسية الأنسولين، وهي مقياس لمدى فعالية الجسم في معالجة الجلوكوز. أظهر المشاركون ذوو حساسية الأنسولين المنخفضة استجابات أقوى في منطقة تحت المهاد للسكرالوز مقارنةً بمن لديهم حساسية أعلى للأنسولين، بغض النظر عن وزن أجسامهم.
يشير هذا إلى أن عوامل الصحة الأيضية، التي تتجاوز مجرد وزن الجسم، قد تؤثر على كيفية استجابة الدماغ للسكرالوز. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين أو مرض السكري، فإن بديل السكر قد يؤدي إلى إثارة إشارات الجوع بشكل أقوى في الدماغ.