الكاكاو بديل صحي للأطعمة الدهنية في مواجهة التوتر

معظم الأشخاص يمرون بأوقات عصيبة تدفعهم إلى تناول أطعمة مريحة غنية بالدهون، والتي قد تساعد في التخفيف من التوتر والإجهاد في بعض الأحيان.

تجدر الإشارة أن الكاكاو يحتوي فلافانول، إبيكاتشين، الذي يريح طبقة الخلايا البطانية للأوعية الدموية، ويحسن وظيفتها ويعالج ارتفاع ضغط الدم، وهو رد فعل شائع للتوتر. وفي نفس الصدد، العلماء يقومون بتصنيع الكاكاو في المختبر لتلبية الطلب العالمي على الشوكولاتة.

دراسة طبية

قد يساعد شرب الكاكاو على التعافي بشكل أسرع من التأثيرات الفسيولوجية للتوتر، رغم الأطعمة المريحة الغنية بالدهون التي قد نلجأ إليها في مثل هذه الأوقات. هذا وفقًا لدراسة جديدة من جامعة برمنجهام في المملكة المتحدة.

أظهر مؤلفو الدراسة التي تظهر في مجلة Food & Function سابقًا، أن تناول الأطعمة الدهنية قد يؤثر سلبًا على وظائف الأوعية الدموية ويقلل من الأكسجين القشري أثناء المواقف العصيبة، ويمنع تعافي الجسم لاحقًا.

تناول مشروب الكاكاو يرتبط بتحسن الاستجابة للتوتر

بالنسبة للدراسة الحالية، قام الباحثون بتجنيد 23 شابًا وشابة يتمتعون بصحة جيدة. تناول كل منهم وجبة عالية الدهون مصحوبة إما بمشروب كاكاو يحتوي نسبة عالية أو منخفضة من الإبيكاتشين لمدة ساعة ونصف قبل الخضوع لمهمة إجهاد عقلي لمدة 8 دقائق.

تم تقييم وظائف الأوعية الدموية لديهم من خلال قياس تمدد الأوعية الدموية بوساطة تدفق العضد، في إشارة إلى مدى اتساع الشريان في حالة زيادة تدفق الدم. تم ذلك في بداية التجربة ثم بعد 30 و90 دقيقة من مهمة الإجهاد.

بالنسبة للمجموعة التي تناولت نسبة عالية من الإبيكاتشين، كان قياس تمدد الأوعية الدموية بوساطة تدفق العضد لمدة 30 دقيقة أقل، وقد تحسن بشكل ملحوظ بالفعل بحلول 90 دقيقة، مما يشير إلى تعافي أسرع من آثار الإجهاد.

علاوةً على ذلك، تم قياس تأثيرات أخرى للإجهاد، بما في ذلك أكسجة القشرة الجبهية الأمامية، وتدفق الدم في الساعد، وضغط الدم، والنشاط القلبي الوعائي، وقطر الشريان السباتي المشترك وتدفق الدم، والمزاج. لم يتم ملاحظة أي اختلافات بين المجموعتين اللتين تناولتا نسبة عالية ومنخفضة من الإبيكاتشين لهذه القياسات.

الأطعمة الدهنية تزيد من التوتر

في حين أن الأطعمة الغنية بالدهون قد تكون لذيذة ومريحة، فإن العمل السابق للباحثين يشير بقوة إلى أنه إذا كان الشخص يتطلع إلى التعافي من الآثار السيئة للتوتر، فمن الأفضل في الواقع تجنب مثل هذه الأطعمة. وهذا ينطبق بشكل خاص على الأشخاص الذين لديهم وظائف مرهقة أو يعانون من التوتر بانتظام.

أخبرت كاتارينا رينديرو، مؤلفة الدراسة، الحاصلة على درجة الدكتوراه، والمحاضرة في علوم التغذية في جامعة برمنغهام، المملكة المتحدة، موقع Medical News Today: أنه يمكن أن تزيد الوظائف المرهقة للغاية من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 40٪ مقارنةً بالأفراد الذين لا يتعرضون لهذه العوامل المسببة للتوتر.

ربما يرجع هذا، جزئيًا على الأقل، إلى ضعف مستمر في وظائف الأوعية الدموية بسبب التوتر والذي من المرجح أن يصبح ضعفًا أكثر ديمومة.

رأي طبي

وقد ذكر الدكتور تشنغ هان تشين، وهو طبيب معتمد في أمراض القلب التدخلية ومدير طبي لبرنامج القلب البنيوي في مركز سادلباك الطبي التذكاري في لاغونا هيلز، كاليفورنيا، والذي لم يشارك في الدراسة، الآثار المحتملة للتوتر طويل الأمد على الشخص الذي ليس لديه الوقت للتعافي بين الأحداث.

كما أشار إلى أن ارتفاع مستويات التوتر لفترات طويلة من الزمن يمكن أن يؤدي إلى زيادة مزمنة في هرمونات التوتر والالتهابات وضغط الدم، مما قد يؤدي بعد ذلك إلى اضطرابات القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم أو النوبة القلبية أو السكتة الدماغية. وإليكم وصفة الشوكولاتة الساخنة على طريقة طاهي من برنامج Top Chef!

الفلافانول الموجودة في الكاكاو

وفقًا لـرينديرو، ليس من الواضح تمامًا سبب تأخير تناول الدهون في استعادة توسع الأوعية الدموية الناجم عن الإجهاد العقلي، رغم وجود أدلة على زيادة مستويات الدهون الثلاثية والبروتين التفاعلي سي في الدم، بعد عدة ساعات من تناول الأطعمة الدهنية.

علاوةً على ذلك، تؤدي المستويات المرتفعة من هذه المواد إلى تقليل أكسيد النيتريك المشتق من البطانة، مما يضعف وظيفة البطانة. قد يكون هذا هو السبب وراء مساعدة الكاكاو.

افترضت ميشيل روسنثتاين، اختصاصية تغذية أمراض القلب الوقائية وخبيرة صحة القلب في EntirelyNourished، والتي لم تشارك أيضًا في الدراسة، أن الفلافانول في الكاكاو قد يساعد في تقليل وقت التعافي من الإجهاد بغض النظر عن تناول الأطعمة الدهنية بسبب قدرتها على زيادة مستويات أكسيد النيتريك.

الإبيكاتشين في الكاكاو

وبالمثل، لاحظت رينديرو أن الإبيكاتشين في الكاكاو يعزز توافر أكسيد النيتريك الموسع للأوعية الدموية، والذي يُعرف بتحسين وظيفة الأوعية الدموية.

تقول روسنثتاين إن الفلافانول هو نوع من الفلافونويد، وهي مجموعة من المركبات النباتية المعروفة بخصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات. وتشمل المصادر الأخرى للفلافانول الشاي الأخضر وقشور التفاح والتوت والعنب.

وقالت رينديرو إن هناك أيضًا مؤشرات على أن جزيئات البروتين الدهني الغنية بالدهون الثلاثية قد تسبب إصابة مباشرة لجدار الأوعية الدموية. ومن ناحية أخرى، قد يؤدي استهلاك الدهون إلى خلل وظيفي في بطانة الأوعية الدموية بشكل غير مباشر عن طريق زيادة الإجهاد التأكسدي. وإليكم أفضل أنواع الكاكاو في العالم وأغلاها سعراً.