لا تضعوا البلاستيك في الميكروويف حتى لو كان آمنا!

لا تضعوا البلاستيك في الميكروويف حتى لو كان آمنا! بهذه العبارة يؤكد الخبراء على ضرورة عدم استعمال أي نوع من البلاستيك داخل الميكروويف وحتى لو حمل عبارة “آمن للإستخدام”، وضرورة اللجوء إلى الأوعية الزجاجية لإستخدامات الميكروويف المتنوعة.

بدأ كل شيء بالصدفة بحسب موقع bonappetit . عندما كان كازي الباب حسين، طالب الدكتوراه في جامعة نبراسكا لينكولن، يدرس جزيئات الفضة النانوية المنبعثة من أنواع معينة من عبوات المواد الغذائية البلاستيكية عندما لاحظ مادة أخرى تشبه قصاصات الورق تحت المجهر: قطع بلاستيكية صغيرة.

تغير مسار البحث

وكأب جديد، كان كاز منشغلاً بالاكتشاف، ويقول: “لقد تعرفت على عالم جديد تمامًا، وكنت قلقًا عندما رأيت الكثير من أغذية الأطفال مخزنة في البلاستيك”. لذا غيّر مساره في البحث، وأراد أن يعرف: كم عدد هذه الجزيئات التي كان يأكلها طفله؟ وفقًا للنتائج التي توصل إليها، من المحتمل جدًا أن تكون بالمليارات!

تفاصيل الإكتشاف

لاختبار المواد المستخدمة على نطاق واسع في تغليف أغذية الأطفال، أحضر حسين إلى مختبره إثنين من الحاويات البلاستيكية القابلة لإعادة الاستخدام المصنوعة من مادة البولي بروبيلين والتي تم شراؤها من المتجر وحقيبة طعام بلاستيكية قابلة لإعادة الاستخدام مصنوعة من مادة البولي إيثيلين.

قام مع فريقه بملء أوعية التخزين بالماء وحمض الأسيتيك بنسبة 3% لتقليد الأطعمة المائية والحمضية التي قد تحتويها بشكل معقول في الحياة الواقعية. وبعد تخزين الحاويات المملوءة في الثلاجة أو في درجة حرارة الغرفة لمدة 10 أيام، وجد الفريق ملايين إلى مليارات من اللدائن(جسيمات) الدقيقة واللدائن النانوية في السوائل.

مصدر الصورة: Image by Freepik

من جهة أخرى، أدى تسخين الحاويات بالميكروويف إلى تسريع العملية بدرجة مثيرة للقلق: ففي غضون ثلاث دقائق، أطلقت بعض الحاويات ما يصل إلى 4.22 مليون جسيمات بلاستيكية دقيقة (جسيمات أصغر من 5 ملم) و2.11 مليار جسيمات بلاستيكية نانوية (جسيمات أصغر بحوالي 70 مرة من عرض شعرة الإنسان) سنتيمتر مربع من مساحة السطح.

نتائج مقلقة

تشير أبحاث حسين إلى أننا نأكل كمية من البلاستيك أكثر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا. ففي عام 2019، حسبت إحدى الدراسات، أننا نتناول حوالي 50000 جزيئاً من البلاستيك الدقيق سنويًا. وبالرغم من أن الآثار الصحية لتناول البلاستيك لا تزال غير واضحة، لكن الباحثين يشتبهون منذ فترة طويلة في أنها خطيرة.

وتشير الأدلة المتزايدة إلى أنَّ التعرض العالي للمواد البلاستيكية الدقيقة (والقائمة الطويلة من المواد الكيميائية التي تصنع منها) يمكن أن يثير استجابات مناعية وتوترية، إلى جانب العديد من المشكلات الإنجابية والتمثيل الغذائي والسلوكي. لذلك تنبهوا جيداً إلى أنواع الأطباق التي تدخلوها الميكروويف.