الأكل البايت: أضرار صحية مفاجئة قد تؤثر على جسمكم بشكل خطير
نشر في 02.09.2024
من خلال هذا المقال،سنكتشف معًا قصة كنتاكي، وكيف غيّر عالم الدجاج المقلي وأصبح أحد أهم مطاعم الوجبات السريعة في العالم.
في أوائل القرن العشرين، وُلدت قصة كنتاكي فرايد تشيكن، على يد رجل يدعى هارلاند ساندرز. لم تكن رحلته سهلة أو سريعة، بل كانت مملوءة بالتحديات التي استمرت لعقود. ومع ذلك، تحول هذا الرجل العادي إلى أيقونة تجارية عالمية، وأصبح وجهه مألوفًا في كل مكان، وفي كل بقاع الأرض. إليكم خلطة دجاج كنتاكي.
وُلد هارلاند ساندرز في 9 سبتمبر 1890 في هنريفيل، إنديانا. توفي والده عندما كان هارلاند في السادسة من عمره، مما دفع والدته للعمل لساعات طويلة خارج المنزل. في هذا الوقت، بدأ ساندرز بتحمل المسؤوليات المنزلية بما في ذلك الطهي لأشقائه الصغار. هذه كانت البداية المبكرة لعلاقته بالطهي وتطوير شغفه بالمأكولات. وفي سن السادسة عشرة، غادر ساندرز المدرسة بحثًا عن عمل. عمل في مجموعة متنوعة من الوظائف، من الفلاح إلى سائق قارب على النهر، ولكنه لم يحقق أي منها النجاح المرجو. لاحقًا، جرب حظه في مهن أخرى، بما في ذلك بيع التأمينات وتشغيل محطة بنزين، ولكنه لم يجد نفسه مستقرًا في أي منها. كان دائمًا يبحث عن فرصة تمكنه من تحقيق شيء أكبر.
في الثلاثينيات من عمره، انتقل ساندرز إلى كوربين، كنتاكي، حيث افتتح محطة خدمة تقدم الطعام للمسافرين. بدأ بتقديم الدجاج المقلي إلى جانب قائمة أخرى بسيطة من الطعام. ومع مرور الوقت، أصبحت وصفته الخاصة للدجاج، التي كانت تحتوي 11 نوعًا من الأعشاب والتوابل السرية، شديدة الشهرة في المنطقة. كان ساندرز يعمل بجد لتطوير وصفته وتحسينها، وكان يقدم الطعام بنفسه للزبائن ليتأكد من جودته. بدأ ساندرز يدرك أن لديه شيئًا مميزًا عندما أصبحت محطة الخدمة الخاصة به وجهة للسياح والمسافرين على حد سواء. الناس كانوا يقطعون مسافات طويلة فقط لتناول الدجاج المقلي الذي كان يعده. وفي عام 1936، تم تعيينه كولونيل كنتاكي من قبل حاكم الولاية تكريمًا لنجاحه التجاري وتأثيره الإيجابي على المجتمع المحلي.
لم يكن النجاح دائمًا في متناول اليد. ففي أوائل الخمسينيات، تم تحويل الطريق السريع الذي كان يمر بجوار مطعمه، مما أدى إلى تقليص عدد الزبائن بشكل كبير. بلغ ساندرز سن 65 عامًا، ولم يكن لديه الكثير من الخيارات. بدلاً من الاستسلام، قرر ساندرز البدء من جديد بطريقة مبتكرة وغير تقليدية. أخذ مدخراته، وسافر عبر البلاد لبيع حقوق الامتياز لوصفته السرية إلى المطاعم. وكانت فكرة بيع الامتيازات جديدة ومغامرة في ذلك الوقت، ولكن ساندرز كان مؤمنًا بوصفته. ورغم رفض العديد من المطاعم، تمكن ساندرز من الحصول على أول عقد امتياز، وبدأت قصة كنتاكي فرايد تشيكن في النمو. كان يتنقل من مدينة إلى أخرى، مقدمًا وصفته السرية للعديد من أصحاب المطاعم، ومع الوقت بدأ يحقق نجاحات ملحوظة، واستطاع بناء شبكة من المطاعم التي تقدم الدجاج بنفس المذاق والجودة.
بفضل إصرار ساندرز وإيمانه بوصفته، توسعت سلسلة مطاعم كنتاكي فرايد تشيكن بشكل كبير. ففي عام 1964، وكان عمر ساندرز 74 عامًا، باع شركته لمجموعة من المستثمرين مقابل مليوني دولار، بالإضافة إلى راتب مدى الحياة. ورغم بيعه للشركة، لم يتخلى ساندرز عن شغفه بالمطاعم والطهي، وكان يتجول في الفروع الجديدة حول العالم، يراقب العمليات ويتأكد من أن وصفته السرية تُنفذ بنفس الجودة في كل مكان. وبعد بضع سنوات، توسعت الشركة إلى أكثر من 600 فرع في الولايات المتحدة وخارجها، وبدأت العلامة التجارية تأخذ طابعًا عالميًا. أصبحت كنتاكي فرايد تشيكن جزءًا من ثقافة الطعام السريع في أمريكا والعالم، وكان التوسع السريع يشير إلى أن العالم كان يتقبل وصفة ساندرز بحماس ومتعة.
توفي الكولونيل ساندرز في عام 1980 عن عمر يناهز 90 عامًا، ولكن إرثه استمر بشكل لافت. اليوم، تعتبر كنتاكي فرايد تشيكن واحدة من أكبر سلاسل المطاعم في العالم، مع أكثر من 24 ألف فرع في أكثر من 145 دولة. شعار وشخصية الكولونيل ساندرز لا تزال جزءًا من ثقافة العلامة التجارية، مما يعكس التراث الغني والتقاليد التي أسسها هارلاند ساندرز. وما زالت وصفته السرية تُحفظ في خزينة الشركة تحت حماية مشددة، لتظل كما كانت دائمًا، سر النجاح.
وأخيرًا، بدأت قصة كنتاكي فرايد تشيكن من محطة خدمة صغيرة في كنتاكي إلى واحدة من أكبر سلاسل المطاعم في العالم. قصة هارلاند ساندرز هي مثال حي على أن النجاح لا يأتي بسهولة، ولكنه يتطلب إصرارًا، وعزيمة، وإيمانًا عميقًا بما تفعله. بفضل جهوده، أصبح الدجاج المقلي علامة تجارية عالمية يعرفها الجميع، وتحول الكولونيل ساندرز إلى أيقونة في عالم الأعمال، يلهم الملايين حول العالم. كانت مسيرته مليئة بالتحديات، ولكن إرادته القوية ورؤيته الواضحة جعلاه يحقق ما كان يبدو مستحيلاً. جربوا أيضًا طريقة سلطة كنتاكي الشهية.