في هذا المقال، نغوص في عالم دبس الخروب لنكشف الوجه الآخر، ونطرح تساؤلات حول مدى طبيعته وسلامته عند الاستهلاك المنتظم.

يعتبر دبس الخروب من المكونات الشائعة في المطبخ العربي، ويروّج له كخيار طبيعي وصحي بديلًا عن السكر، بفضل طعمه الحلو وفوائده الغذائية. ومع ذلك، فإن كل ما يروّج له على أنه طبيعي لا يعني بالضرورة أنه خالٍ من الملاحظات أو الاستخدامات الخاطئة. وهل دبس الخروب يرفع السكر في الدم.

ما هو دبس الخروب؟

يصنع دبس الخروب من ثمار شجرة الخروب بعد تجفيفها وطحنها وغليها مع الماء، حتى يستخرج منها سائل كثيف بني داكن يتمتع بطعم سكّري خفيف يشبه الكراميل. ويعرف بأنه خالٍ من الكافيين، وقليل الدهون، ويحتوي كمية من الألياف، والمعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والحديد. لذلك، ينظر إليه البعض كبديل صحي للسكر أو الكاكاو في العديد من الوصفات.

الجانب الصحي: الفوائد التي لا يمكن إنكارها

لا شك أن دبس الخروب يقدم مجموعة من الفوائد، منها:

• تعزيز الهضم: بسبب احتوائه الألياف، يساعد في تنظيم حركة الأمعاء وتخفيف الإمساك.
• دعم العظام: يحتوي الكالسيوم والمغنيسيوم، وهما عنصران ضروريان لصحة العظام.
• غني بمضادات الأكسدة: ما يساهم في مقاومة الجذور الحرة وتأخير علامات الشيخوخة.
• بديل آمن للكافيين: خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم أو مشاكل في القلب.

ولكن… ما الوجه الآخر لدبس الخروب؟

رغم الفوائد السابقة، هناك نقاط تستحق الوقوف عندها، ولا بد من أن يعرفها المستهلك قبل الاعتماد على دبس الخروب كمكون يومي في نظامه الغذائي:

السكر الطبيعي لا يعني قلة السعرات

يحتوي دبس الخروب نسبة عالية من السكريات الطبيعية، وهذا ما يجعله ذا طعم لذيذ، لكنه في المقابل يسهم في رفع مستوى السكر في الدم إذا تم تناوله بكميات كبيرة. لذا، ينصح مرضى السكري أو من يتبعون حمية منخفضة السكر بالحذر عند استهلاكه، حتى وإن كان طبيعيًا.

مصدر الإنتاج يؤثر على الجودة

ليست كل أنواع دبس الخروب الموجودة في الأسواق تنتج بالطريقة التقليدية. وفي بعض الأحيان، يضاف إليه السكر الأبيض أو يطبخ في أوانٍ غير مناسبة أو حتى يخزّن لفترات طويلة بطرق غير صحية. لذلك، جودة المنتج تتفاوت بشكل كبير، وقد يكون بعضها مضرًا أكثر مما هو نافع.

غير مناسب للجميع

رغم أنه يعتبر خيارًا صحيًا للأطفال والكبار، إلا أن بعض الأشخاص قد يعانون من مشاكل في الهضم عند تناول كميات كبيرة من دبس الخروب بسبب طبيعته اللزجة والسكرية. كما أنه قد يسبب الإسهال أو الغازات لدى البعض إذا تم استهلاكه بجرعات زائدة.

الترويج المبالغ فيه

غالبًا ما يتم التسويق لدبس الخروب على أنه “معجزة طبيعية” و”دواء لكل داء”، وهذا غير دقيق. فبعض المروجين يدّعون أنه يعالج فقر الدم أو ينقّي الجسم من السموم بشكل فوري، وهذه معلومات غير مثبتة علميًا بالكامل. نعم، يحتوي دبس الخروب الحديد، لكنه ليس العلاج الأساسي للأنيميا مثلًا، بل يجب أن يكون جزءًا من نظام غذائي متكامل.

كيف نختار دبس خروب آمن وطبيعي؟

إذا كنتم من محبّي دبس الخروب وترغبون في دمجه في نظامكم الغذائي، فهناك بعض النصائح التي تساعدكم على ضمان الحصول على منتج طبيعي وآمن:

• اختاروا الأنواع التي تصنّع بطريقة تقليدية، وابتعدوا عن الأنواع التجارية المجهولة المصدر.
• اقرأوا الملصق الغذائي جيدًا، ويفضّل أن يكون مكوّنه الوحيد هو “خروب وماء”، من دون إضافات صناعية أو مواد حافظة.
• احرصوا على حفظه في مكان بارد وجاف بعد الفتح لتفادي فساد المنتج.

متى يكون دبس الخروب خيارًا جيدًا؟

دبس الخروب خيار ممتاز كبديل للسكر في الحلويات أو مع الطحينة أو الزبادي. ويمكن استخدامه أيضًا في تحلية المشروبات الباردة أو الدافئة. لكن يبقى التوازن هو السر، إذ يفضل تناوله باعتدال ضمن حمية متنوعة وغنية بالخضار والبروتين. إليكم بدائل صحية للسكر الابيض.

طريقة عمل عصير الخروب

عصير الخروب مشروب طبيعي منعش، يتميز بمذاقه الحلو وفوائده الصحية المتعددة، حيث يساعد في ترطيب الجسم وتحسين الهضم.

دبس الخروب طبيعي فعلًا، لكنه ليس دواء سحريًا. فهو يحتوي فوائد غذائية مهمة، لكنه أيضًا غني بالسكريات ويجب استهلاكه باعتدال. ومعرفة مصدره، وطريقة تحضيره، ومدى ملاءمته لحالتكم الصحية، هي ما يجعل منه خيارًا آمنًا أو غير آمن. فكما هو الحال مع أي منتج طبيعي، المفتاح هو الوعي وليس التهويل.