بين الفوائد والمخاطر... ما هي أنواع المُضافات الغذائية
نشر في 14.03.2025
يحب الكثير منا الاستماع إلى موسيقى هادئة أو الاسترخاء أمام التلفاز بعد يوم طويل ومجهد لتهدئة عقولنا المتعبة. ولكن ماذا لو جرّبنا غسل الأطباق بدلًا من ذلك؟
الأعمال المنزلية ليست ممتعةً حقًا، خصوصًا في الأيام التي تبدو فيها قائمة مهامنا لا تنتهي. من الأعمال المنزلية التي لا يتطلع إليها الكثيرون غسل الأطباق، خصوصًا عند مواجهة الأطباق والمقالي المتسخة على سبيل المثال. وإليكم طريقة مبتكرة وغريبة لتنظيف اسفنجة غسيل الأطباق.. جربوها وإليكم النتيجة!
تشير دراسة جديدة نُشرت في مجلة journal Mindfulness إلا أن غسل الأطباق طريقة رائعة لتخفيف التوتر، بل إنه يُحسّن الصحة النفسية. فإذا كنا قد أدركنا بالفعل أن غسل الأطباق نشاط جيد للاسترخاء، فهناك الآن دليل علمي على أن أقلّ أعمالنا المفضلة قد يكون مفيدًا لعقلنا أيضًا.
كتب مؤلفو الدراسة في جامعة ولاية فلوريدا في تالاهاسي، أنهم افترضوا أنه مقارنةً بحالة التحكم، سيُظهر المشاركون الذين يتلقون تدريبًا على غسل الأطباق بوعي أكبر يقظةً ذهنيةً ووعيًا انتباهيًا وتأثيرًا إيجابيًا، بالإضافة إلى تقليل التأثير السلبي الذي يؤدي إلى المبالغة في تقدير الوقت المستغرق في غسل الأطباق.
بعد إجراء دراستهم، وجد الباحثون في جامعة ولاية فلوريدا أن الانخراط في غسل الأطباق بوعي، والذي يتضمن التركيز على رائحة الصابون ودفء الماء وملمس الأطباق، يمكن أن يُحفز بالفعل حالة ذهنية إيجابية.
أثناء غسل الأطباق، ينبغي أن يكون الشخص مدركًا تمامًا لحقيقة غسل الأطباق، كما كتب مؤلفو الدراسة. بمعنى آخر، ينبغي غسل الأطباق بوعي.
اليقظة الذهنية هي ممارسة تجاهل الأفكار السلبية أو المشتتة للانتباه، للسماح بوعي كامل بمشاعر المرء وحواسه في اللحظة الراهنة. وقد ثبت أنها تخفف التوتر، وتقلل القلق، وتقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب، وتساهم في تحسين جودة النوم. وإليكم طريقة جديدة لغسيل الأطباق: بريق لامع بدون مواد كيميائية!
في هذه الدراسة تحديدًا، شرع المؤلف المشارك آدم هانلي مرشح دكتوراه في برنامج الإرشاد وعلم النفس المدرسي بكلية التربية بجامعة ولاية فلوريدا وزملاؤه، في البحث عن إمكانية تحقيق حالة ذهنية إيجابية من خلال نشاط يومي بسيط مثل غسل الأطباق.
استعان هانلي وفريقه بـ 51 طالبًا في أوائل العشرينيات من عمرهم للدراسة. زُوّد أكثر من نصف المشاركين بقليل بفقرة من 230 كلمة للقراءة، تُركّز على التجربة الحسية لغسل الأطباق. قرأ النصف الآخر من المشاركين، الذين كانوا بمثابة مجموعة ضابطة، نصًا متشابهًا في الطول يُشدد على أساليب غسل الأطباق الصحيحة.
قدّمت كلتا المجموعتين تفسيراتهما للنص كتابيًا وشفهيًا. ثم غسلت كلٌّ منهما 18 طبقًا نظيفًا. كما يُشير هانلي إلى أنه كان مهتمًا بشكل خاص بكيفية استخدام الأنشطة اليومية في الحياة لتعزيز حالة من الوعي الذهني، وبالتالي زيادة الشعور العام بالصحة والعافية. وفي سياق آخر، يقول إنه فوجئ بنتائج الدراسة بشكلٍ سار.
تم تقييم سمات الشخصية الإيجابية والسلبية، والصحة النفسية، والحالة الذهنية قبل وبعد تمرين غسل الأطباق.
لاحظ الباحثون انخفاضًا في تقييم التوتر بنسبة 27% عند غسل الأطباق بوعي، بينما زاد الإلهام الذهني بنسبة 25%. وأوضح الباحثون أن كلا التغييرين كانا ذا دلالة إحصائية، وعكسا تحولًا جوهريًا في التجربة.
علاوةً على ذلك، كتب الباحثون أن غسل الأطباق بوعي زاد من الشعور بتباطؤ الوقت بشكل ممتع. من ناحية أخرى، لم تلمس المجموعة الضابطة أي فوائد.
وقال الباحثون إن تداعيات هذه النتائج متنوعة، وتشير إلى أنه يمكن تنمية اليقظة الذهنية والتأثير الإيجابي من خلال الانخراط المتعمد في مجموعة واسعة من الأنشطة.
إن الجمع بين اليقظة الذهنية والأعمال المنزلية يُشعرنا بسعادة أكبر ويقلل من توترنا. يقول الباحث الدكتور أريك سيغمان أن رتابة غسل الأطباق وطبيعتها الجسدية، إلى جانب الشعور بالإنجاز الناتج عن إنجاز عمل بسيط، يُشعرنا بالسعادة.
في الواقع، لسنا مضطرين للتخلي عن غسالة الأطباق الأوتوماتيكية إذا كنا لا نرغب في جني هذه الفوائد. كما يمكننا الحصول على نفس فوائد غسل الأطباق الواعي من جميع الأنشطة المنزلية البسيطة تقريبًا عند القيام بها بوعي. هذا يعني أن تنظيف حديقتنا الخلفية بوعي، أو تنظيف أرضيات منزلنا بالمكنسة الكهربائية، أو حتى غسل الملابس، قد يكون مفيدًا لعقلنا وجسدنا بنفس القدر.
علاوةً على ذلك، حتى الاستمتاع بفنجان قهوتنا الصباحية بوعي، مع استنشاق حرارة الكوب ورائحة التحميص وطعم المشروب، قد يكون مفيدًا أيضًا. وكذلك استغلال وقت الاستحمام على سبيل المثال بالتركيز على ملمس الماء على بشرتنا، وصوت الماء ورائحة صابون الاستحمام. كل هذا يدل على أن أنشطتنا اليومية المملة والأعمال المنزلية المملة أيضًا قد تكون في الواقع أكثر فائدة مما كنا نعتقد.