أفضل أنواع السحور الصحيّة في رمضان لن تشعروا بالعطش طوال اليوم
نشر في 13.02.2025
هل تشربون العصائر الطبيعية بشكل منتظم وتعتقدون أنها تساهم في تعزيز الصحة؟ تعرفوا معنا اليوم من خلال هذا المقال على بعض أضرارها التي لم تكن في الحسبان.
هل تعتقدون أن تطهير الجسم بالعصير يجعلكم أكثر صحة؟ تشير دراسة جديدة أجرتها جامعة نورث وسترن إلى أن ذلك قد يؤدي إلى العكس. وجدت الدراسة، التي نُشرت مؤخرًا في مجلة Nutrients، أن اتباع نظام غذائي يعتمد على عصائر الخضار والفواكه فقط حتى لمدة ثلاثة أيام، يمكن أن يؤدي إلى تحولات في بكتيريا الأمعاء والفم المرتبطة بالالتهاب والتدهور المعرفي. وفي سياق متصل ما هي أفضل أنواع العصيرات الملائمة لشهر رمضان.
درس علماء نورث وسترن 3 مجموعات من البالغين الأصحاء. تناولت إحدى المجموعات العصير فقط، وتناولت مجموعة أخرى العصير مع الأطعمة الكاملة، وتناولت المجموعة الثالثة الأطعمة النباتية الكاملة فقط. جمع العلماء عينات من اللعاب ومسحات الخد والبراز قبل وأثناء وبعد الوجبات الغذائية لتحليل التغيرات البكتيرية باستخدام تقنيات تسلسل الجينات.
أظهرت المجموعة التي تناولت العصير فقط أكبر زيادة في البكتيريا المرتبطة بالالتهاب ونفاذية الأمعاء، بينما شهدت المجموعة التي تناولت الأطعمة الكاملة النباتية تغيرات ميكروبية أكثر ملاءمة. أما المجموعة التي تناولت العصير بالإضافة إلى الطعام فقد شهدت بعض التحولات البكتيرية ولكنها أقل حدة من المجموعة التي تناولت العصير فقط. بالتالي تشير هذه النتائج إلى أن العصير بدون ألياف قد يعطل الميكروبيوم، مما قد يؤدي إلى عواقب صحية طويلة الأمد.
كذلك قالت الدكتورة ميليندا رينج، المؤلفة الرئيسية، ومديرة مركز أوشر للصحة المتكاملة في كلية فاينبرج للطب بجامعة نورث وسترن وطبيبة في نورث وسترن ميديسين: “يعتقد معظم الناس أن العصير هو تطهير صحي، لكن هذه الدراسة تقدم فحصًا للواقع”.
بحيث قالت رينج: “قد يؤدي تناول كميات كبيرة من العصير مع القليل من الألياف إلى اختلال التوازن في الميكروبيوم مما قد يؤدي إلى عواقب سلبية، مثل الالتهاب وانخفاض صحة الأمعاء”.
يؤدي العصير إلى إزالة الكثير من الألياف الموجودة في الفواكه والخضروات الكاملة، والتي تغذي البكتيريا المفيدة التي تنتج مركبات مضادة للالتهابات مثل الزبدات. وبدون الألياف، يمكن للبكتيريا المحبة للسكر أن تتكاثر. كما أن المحتوى العالي من السكر في العصير يغذي هذه البكتيريا الضارة، مما يعطل ميكروبيوم الأمعاء والفم. وتشير الدراسة أيضًا إلى أن انخفاض تناول الألياف قد يؤثر على التمثيل الغذائي والمناعة وحتى الصحة العقلية.
على عكس ميكروبات الأمعاء، التي ظلت مستقرة نسبيًا، ظهر الميكروبيوم الفموي تغيرات كبيرة أثناء اتباع نظام غذائي يعتمد على العصير فقط. وجد العلماء انخفاضًا في بكتيريا Firmicutes المفيدة وزيادة في Proteobacteria، وهي مجموعة بكتيرية مرتبطة بالالتهاب.
وأكدت رينغ: “يسلط هذا الضوء على مدى سرعة تأثير الاختيارات الغذائية على مجموعات البكتيريا المرتبطة بالصحة. ويبدو أن الميكروبيوم الفموي هو مقياس سريع للتأثير الغذائي”.
تؤكد النتائج على الحاجة إلى المزيد من البحث حول كيفية تأثير العصير والأنظمة الغذائية الأخرى على الميكروبيوم، خصوصًا عند الأطفال، الذين غالبًا ما يستهلكون العصير كبديل للفاكهة.
قالت المؤلفة الأولى ماريا لويزا سافو ساردارو، وهي باحثة مشاركة في مختبر أماتو في قسم الأنثروبولوجيا في جامعة نورث وسترن وأستاذة علم الأحياء الدقيقة الغذائية في جامعة سان رافاييل في روما: “يؤدي التركيب الغذائي للأنظمة الغذائية التي تعتمد على العصير وخصوصًا مستويات السكر والكربوهيدرات دورًا رئيسيًا في تشكيل الديناميكيات الميكروبية في كل من الأمعاء وتجويف الفم ويجب مراعاته بعناية”.
بالتالي تسلط هذه الدراسة الضوء أيضًا على أهمية إعطاء الأولوية للألياف في الإرشادات الغذائية وإنتاج الغذاء. في الوقت الحالي، تقول رينج، “إذا كنتم تحبون العصير، ففكروا في إقران العصائر بالأطعمة الكاملة لموازنة التأثير على الميكروبيوم الخاص بكم”.
صيام العصير، هو نوع من الأنظمة الغذائية الذى يعتمد على التوقف عن تناول الطعام، والإعتماد على شرب العصائر الطبيعية، لمدة تتراوح بين 3 و7 أيام. ويهدف هذا النظام الغذائى إلى تطهير الجسم من السموم والرواسب الضارة، وتحفيزه على رفع معدلات حرق الدهون لإنقاص الوزن، كذلك تحفيز بكتيريا الأمعاء المرتبطة بفقدان الوزن.
لكن رغم أن تلك العصائر تعتمد تمامًا على الفواكه والخضراوات الطازجة، مثل البرتقال والتفاح والجزر والبقدونس والكرفس، والمزج بينهما، إلا أنها قد تؤدي، بحسب مقالة نشرها موقع “Medical news today”، إلى تغييرات سلبية فى ميكروبيوم “microbiome” الجسم، بما يعنى زيادة البكتيريا الضارة المسببة للإلتهابات.
يؤدي الإعتماد على صيام العصير لمدة 3 أيام، إلى الإضرار بميكروبيوم الفم واللعاب، بشكل يؤدى إلى زيادة نسبة البكتيريا المسببة للإلتهابات، مثل إلتهابات اللثة، مقابل الإنخفاض الواضح فى البكتيريا النافعة، كذلك زيادة نسبة الكائنات الحية الدقيقة المسببة للالتهابات داخل الأمعاء.
كذلك من الممكن أن يسبب هذا النظام أضرارا صحية لأصحاب الأمراض المزمنة، بشكل خاص مرضى السكر، خصوصًا أن العصائر وحدها لا يمكنها إعطاء الجسم كامل إحتياجاته من الطاقة والعناصر الغذائية والفيتامينات، والأهم أن ذلك النظام من المستبعد أن يؤدى بالنهاية إلى فقدان الوزن.
ومن الممكن أن يتسبب هذا النظام فى أضرار بالغة، تحديدًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل، لأنه لا يلبي احتياجاتهم من الطاقة، بسبب إحتواءه نسبة منخفضة من البروتين والكربوهيدرات والألياف والدهون ومنتجات الألبان، بما قد يزيد من خوفهم من الطعام.
بعض هذه المعلومات مترجمة من مقال نشر في Northwestern Now.