ترند أكل الطين والطباشير يجتاح السوشال ميديا ويثير الجدل

انتشر مؤخرا على منصة “تيك توك” ترند جديد بين بعض المستخدمين، تناولوا فيه الطين والطباشير أمام متابعيهم؛ ما أثار موجة من التساؤلات حول الفوائد الصحية لهذا السلوك.

ورغم أنّ هذا التقليد قديم يعود إلى مئات السنين في بعض الثقافات، إلاّ أنّ خبراء الصحة يحذّرون من المخاطر المحتملة لتناول تلك المواد دون إشراف طبي. فهل الفخار يدخل الميكرويف؟

ترند يجتاح السوشال ميديا

وبعد انتشار الترند بشكل واسع، عرض عدد من بائعي التجزئة عبر الإنترنت منتجات مثل “الطين الأزرق”.

زاعمين أنها تحمل فوائد صحية مثل علاج حب الشباب وتهدئة آلام الجوع وحتى تعزيز المزاج.

وادعت بعض الإعلانات أنّ هذا الطين يمتلك خصائص “مضادة للالتهابات” وخصائص”مضادة للشيخوخة”. إليكم أضرار أكل الثلج يوميا ومضاعفاته على الصحة. 

وانتشرت على منصة تيك توك فيديوهات لشابات وشباب يقومون بتحدي أكل الطباشير والطين وينشرون فيديوهاتهم التي تحصد الملايين من المشاهدات.

وذلك بسبب ترويجها لأكل الطباشير والطين معتقدين أنها مفيدة للبشرة والجهاز الهضمي.

ولكن خبراء الصحة حذروا من المخاطر المحتملة واعتبروا أنّ هذا اضطراب يدفع بالشخص إلى أكل أشياء ليست بطعام ويسمّى متلازمة بيكا.

ومع انتشار هذه المزاعم، شهدت مقاطع فيديو على “تيك توك” لمستخدمين يتناولون الطين، ملايين المشاهدات.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” فإنّ تقليد أكل الطين يعود إلى بعض الثقافات، حيث يعد وسيلة لتعويض نقص المعادن مثل الزنك.

كما تؤكد تلك الثقافات أنّه علاج جيد لمشاكل الجهاز الهضمي، إذ يعمل على امتصاص السموم.

خطورة تناول الطين

تراب صالح للأكل: واقع أم خرافة؟ يحذّر الخبراء من خطورة تناول الطين.

ويؤكدون أنه قد يحتوي معادن ثقيلة ومواد ملوثة؛ ما يزيد من تعرّض الجسم للسموم بدلًا من تخليصه منها.

وأشار البروفيسور غونتر كونلي، خبير التغذية في جامعة ريدينغ لصحيفة “ديلي ميل”، إلى أنّ الطين والطباشير لا يخضعان للفحوصات الصحية كونها لا تعتبر طعامًا؛ ما يزيد من المخاطر المحتملة عند استهلاكها.

وأوصى أيّ شخص يفكّر في تناول الطين لأغراض صحيّة بطلب المشورة الطبية، حيث إنّ هذه الأعراض قد تشير إلى مشاكل صحيّة أعمق.

أكل التراب عند البشر

أكل التراب عند البشر هو شكل من أشكال البيكا – الرغبة الشديدة والاستهلاك المتعّمد للأشياء غير الغذائية –

ويتم تصنيفه على أنه اضطراب في الأكل في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM) إذا لم يكن مناسبًا اجتماعيًا أو ثقافيًا. 

وفي بعض الأحيان يكون أكلّ التراب نتيجة للإصابة بعدوى دودة الخطاف .

على الرغم من أنّ مسبباته لا تزال غير معروفة، إلاّ أنّ أكل التراب له العديد من الفوائد الصحية التكيفية المحتملة بالإضافة إلى العواقب السلبية. 

وأكل التراب هو ظاهرة عالمية تقريبًا في جميع أنحاء العالم في المجتمعات القبلية والريفية التقليدية.

(على الرغم من أنه لم يتم توثيقه على ما يبدو في اليابان أو كوريا)، إليكم الغريبة الهشة.

وفي العالم القديم ، لاحظ العديد من الكتاب ظاهرة أكل التراب.

ويقال إن بليني لاحظ تناول التربة في ليمنوس ، وهي جزيرة في اليونان، ولوحظ استخدام التربة من هذه الجزيرة حتى القرن الرابع عشر. 

من جهة أخرى يذكر كتاب أبقراط (460-377 قبل الميلاد) أكل التراب.

ويبدو أنّ الكتاب الطبي الشهير بعنوان De Medicina الذي حرّره كورنيليوس سيلسوس (14-37 م) يربط بين فقر الدم وأكل التراب. 

وتروي إحدى حكايات جلال الدين الرومي عن عاثية حشرات خدعها بائع سكر يتركه بمفرده مع وزن مصنوع من الطين ثم ينتظر حتى يأكل الرجل ما يكفي منه، وبالتالي يقلل من كمية السكر التي سيحصل عليها. 

نجوم يواكبون هذا الترند

أثارت الممثلة الأمريكية شايلين وودلي دهشة الجميع هذا الأسبوع بعد أن كشفت في برنامج حواري أنها تتناول ملعقة صغيرة من الطين يوميًا. ولكن هل هذا مفيد لكم؟

في تدوينة سابقة، خارجي وكتبت وودلي – التي لعبت دور ألكسندرا، ابنة جورج كلوني في فيلم Descendants وهي نجمة فيلم المراهقين Divergent – أنّ الطين هو أحد أكثر الأشياء الصحية التي يمكنكم وضعها في جسمكم.

“لقد اكتشفت أنّ الطين مفيد جدًا لجسم الإنسان لأنه لا يمتصه، ويبدو أنه يزوّد الجسم بشحنة سالبة، وبالتالي يرتبط بالنظائر السالبة.

وهذا أمر جنوني: فهو يساعد أيضًا في تطهير الجسم من المعادن الثقيلة”.

وقالت إنّها علمت بهذا الأمر من سائق تاكسي أفريقي. تصنع بعض صديقاتها معجون أسنان من الطين يمكنكم ابتلاعه بدلاً من بصقه.

وحذّرت من أنه من المهم الحصول عليه من مصدر آمن، جربوا وصفة طريقة عمل تراب الملوك العراقيه.

إنّ أكل التربة أو مكوناتها يُعرف باسم أكل التراب.

ويقول ريك ويلسون، مدير التغذية وعلم الأنظمة الغذائية في مستشفى كينجز كوليدج، إنّ أكل الطين ـ في بعض الأحيان على شكل أقراص ـ أمر شائع في أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط.

أمّا نقص الزنك فهو السبب الأكثر شيوعاً.

ويبيع الكيميائيون الكاولين ـ المصنوع من الطين الأبيض ـ لعلاج الإسهال.

ولكن نقص الزنك لا يمثل مشكلة في البلدان المتقدمة.

ويضيف ويلسون أنّ فكرة “النظائر السالبة” باعتبارها مشكلة صحية تحتاج إلى معالجة “هراء كامل”.

ويربطها باتجاه أوسع نطاقاً من الموضات الصحية السخيفة التي تصدر عن المشاهير.

وغالباً ما يكون هناك قدر ضئيل من الحقيقة في الموضات الصحية، حيث ثم يتم تضخيم الأمر إلى حدّ كبير.