من جراح سعودي إلى شيف .. مأكولات عربية شهية على الموائد الباريسية

الطبيب السعودي الجراح عبد اللطيف الرشودي قد ترك مهنة الطب، ليتفرغ لحبه وشغفه الكبير بالحلويات ليفتتح مخبزًا في العاصمة باريس.

عبد اللطيف الرشودي، الذي أكمل دراسته الطبية لكنه في الواقع لم يجد في مهنة الطب ما يستهويه، حيث التحق ببعثة متخصصة في فنون الطهي برعاية مؤسسة الأمير محمد بن سلمان “مسك”. وقد يهمكم الإطلاع على ميلاف كولا أول منتج عالمي من التمور تطلقه المملكة العربية السعودي

من الطب إلى الطهي ما القصة؟

جراح سعودي احتفل بدخوله سن الثلاثين بترك الطب والذهاب إلى الطبخ والطهي. فما هي القصة؟

من مدرسة الطهي الباريسية المعروفة بتدريب نجوم بارزين من الطهاة، شاهد الطبيب والجراح السعودي عبد اللطيف الرشودي في يوم ميلاده هذه الهدية التي قدمت له على أنها “أكبر هدية” كما قال وإنها كانت حلمه، وفيها تعلم تقنيات عجن الخبز وأسراره.

حيث استبدل الجراح السعودي عبد اللطيف الرشودي أدوات العمليات الجراحية بالخفاقات وأوعية الخلط، بعد أن افتتح مخبزه الباريسي الخاص “لام LÂM” ليس في مسقط رأسه القصيم، بل في شارع نوتردام دي نازاريث العصري، والذي يبعد مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام من ساحة الجمهورية النابضة بالحياة في العاصمة الفرنسية.

كما يرحب الرشودي بالزائرين من جميع أنحاء العالم، في مساحة عصرية ورائعة توفر مكانًا مميزًا من الراحة النفسية وسط شوارع باريس المزدحمة.

مقهى لام LÂM الباريسي

مقهى لام LÂM هو عبارة عن مقهى ومخبز مميز، اعتمد فيه مخبوزات مستوحاة من الأطباق السعودية والعربية، على سبيل المثال الكليجا، ولمن لا يعرفها هي حلوى شعبية عبارة عن قرص مجوف ومصنوع من الدقيق وموجود دبس التمر بداخله. وكما يوجد لديه كوكيز بالطحينة والمخبز يقدم قهوة.

علاوةً على ذلك، تجدر الإشارة، إلى أن الكثير من السعوديين زاروا المقهى مثل السفيرة السعودية في الولايات المتحدة الأميركية الأميرة ريما بنت بندر، وعضو مجلس أمناء مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار وعضو اللجنة الأولمبية الدولية.

كما أن حلم الدكتور عبد اللطيف الرشودي لم يقتصر على ذلك، بل هو يطمح لافتتاح فروع أخرى له لينقل ثقافة السعودية منها لباريس وميلان ولندن. ويرى أن هذه الفرصة تحققت بعد أن أعطته جمعية “مسك الخير” للأمير محمد بن سلمان منحة دراسية، ويبدو أن هدفه الأساسي بتوصيل الثقافة السعودية بدأ يتحقق، لأنه أصبح معروفًا في باريس بالشيف والخباز السعودي والأشخاص نسيت أنه كان جراحًا في السابق.

نكهات عربية من الشرق الأوسط

بسرعة كبيرة، برز مخبز الجراح السعودي باعتباره المفضل بين محبي وعشاق الحلويات في العاصمة باريس، وذلك بسبب المعجنات اللذيذة والشهية المستوحاة من الشرق الأوسط. عل سبيل المثال، بسكويت الحلاوة المميز ولفائف الليمون الأسود التي يقدمها عبد اللطيف الرشودي.

علاوةً على ذلك، يعد التركيز على القهوة عالية الجودة من أهم الأمور التي تميز المخبز، والذي يفتتح أبوابه من الثلاثاء إلى الجمعة، من التاسعة صباحًا حتى السادسة مساءً، والسبت من العاشرة صباحًا حتى التاسعة مساءً. كما يصنف المخبز على أنه من الطراز المودرن، بالإضافة إلى ظلال اللون الأخضر التي تزين عدة زوايا عدة بهدف خلق مساحة ترحيبية وحيوية كبيرة تشد الزائرين. وإليكم Best of 2024: أشهى 10 وصفات عربية غزت موائد المملكة.

مكونات شهية

تبرز آلة القهوة La Marzocco المصنوعة يدويًا من إيطاليا في المخبز والتي تعد من أهم واجهته، وهي مزينة باللون الأخضر النابض بالحياة، كما أنها تحضر أكوابًا عديدة من القهوة من العلامة التجارية الباريسية الراقية Coutume.

علاوةً على ذلك، يوجد العديد من المشروبات الدافئة ذات نكهات مختلفة، بالإضافة إلى عدد كبير من المخبوزات التي تعطي التقنيات الفرنسية التقليدية مزيجًا من النكهات الشرق أوسطية الرائعة، من أهمها الجوز والطحينة، وحلاوة الفستق، والورد العطري.

بالإضافة إلى قائمة الطعام التي تقدم أشهى وأطيب المأكولات والأطعمة، مثل: كعك الفيتا بالزعتر والفطائر. وإليكم المطبخ السعودي وأكلات شعبية انتشرت حول العالم.

في حقيقة الأمر، إن هذا الجمع بين التأثيرات الشرق أوسطية والفرنسية والأميركية هو ما أعطى مخبز “LÂM” حضورًا مميزًا بين محلات بيع المعجنات في العاصمة باريس، حيث يبدأ الرشودي من السادسة صباحًا بتحضير كافة المعجنات وخبزها، قبل أن يتوجه إلى المطبخ.

معرض “صالون دو شوكولا”

قبل شهر تقريبًا، اختارت هيئة فنون الطهي السعودية، عبد اللطيف الرشودي، ضمن صناع الطعام السعوديين الذين شاركوا في معرض “صالون دو شوكولا” في مدينة باريس، حيث تمت مشاركة الرياض بجناح كبير وذلك بهدف التعريف بالمطبخ السعودي.

مثلت مشاركة الشيف والجراح السعودي، فرصة لتحقيق مزيد من الشهرة ككونه صانع حلويات شرقية وسعودية بعيدًا عن مهنة الطب التي تخلى عنها.

كما ظهر الرشودي في المعرض الباريسي في ذلك الوقت وهو يستقبل الزبائن الذين جاؤوا لتذوق منتجاته والإطلاع عليها، لاسيما “الكليجا” التي ذاع صيتها، وهي نوع من الحلويات السعودية الشعبية والتي تعد مشهورة جدًا في المملكة العربية السعودية.

وتميز الرشودي في منتجاته، بالمزج بين مكونات الوصفات السعودية وبعض الإضافات التي يحبها الفرنسيين، مثل التمر مع الشوكولا على سبيل المثال.

واللافت أن السفارة الفرنسية في الرياض، أظهرت اهتمامها الكبير بمشاركة الرشودي في معرض الشوكولاتة في باريس، حيث ظهر في فيديو أشارت له عبر حسابها الرسمي في موقع “إكس”، بجانب منتجاته التي عرضها في جناح السعودية بالمعرض.